کد مطلب:281418 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:242

المهدی من العترة الطاهرة
الإمام المهدی المنتظر تلك الشخصیة العظیمة المنقذة للبشریة من الهلاك وهادیها إلی سبیل الرشاد هل یمكن لأحد أن یتقمص شخصیته ویحتل مكانته بحیث یكون هو الإمام المهدی القائم بالحق والعدل، ذلك المصلح الربانی الذی طالما ظلت البشریة تنتظره ولا زالت؟! أم أن الإمام المهدی علیه السلام شخصیة مصطفاة من ربّ العالمین، مذكور بالنسب، موصوف بالعلامات، منعوت بالصفات؟

فی الحقیقة إن الإجابة علی هذا السؤال لیس بأمر صعب لأنه یمكن لأی منصف باحث أن یعرف الجواب من خلال مراجعة ودراسة الروایات الكثیرة التی تناولت موضوع الإمام المهدی علیه السلام من مختلف الزوایا والجوانب المتعلقة بهذه الشخصیة العظیمة الفریدة والتی بلغت بعضها إلی حدّ التواتر بل فاقت وفاضت علی جمیع عناوین الاعتماد عند علماء الحدیث.

فالأحادیث الشریفة الواردة عن الرسول الأكرم وأهل البیت الأطهار صلوات الله وسلامه علیهم أجمعین، تؤكد بشكل قاطع علی أن الإمام المهدی عجل الله فرجه، شخصیة معینة، عظیمة فی الصفات فریدة فی المهام مصطفاة من قبل السماء وهو من أهل البیت الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهیراً. فهو من نسل الرسول الأكرم صلی الله علیه و آله و سلم، من ولد فاطمة الزهراء علیهاالسلام، ابن الإمام أمیر المؤمنین علی علیه السلام، وابن الإمام الحسین والإمام السجاد والإمام الباقر والإمام الصادق والإمام الكاظم والإمام الرضا والإمام الجواد والإمام الهادی والإمام الحسن العسكری علیهما السلام، وهذا مما لا شك فیه ولا شبهة تعتریه.

فالإمام المهدی علیه السلام موصوف بالعلامات مذكور بالأوصاف والسمات فی خلَقه وخُلقه حتی فی أدق الملامح المرسومة فی جسده، فهو مذخور عند الله لهذا المهام الإصلاحی العالمی، منصور بالرعب ومؤید بملائكة الرحمن، فلا یمكن لأحد مهما بلغ من العظمة أن یرقی إلی مرتبته أو یحل فی مكانه أو یتقمص شخصیته أو یشغل منصبه، أو یحقق مهامه أو یتحمل مسؤولیاته.

وقد أجمع كبار علماء المسلمین من مختلف الطوائف والمذاهب علی صحة الروایات التی تبین نسبه من رسول الله وأهل بیته الأطهار، حیث توضح أوصافه النبیلة وعلاماته المرسومة وهذه الروایات متواترة صحیحة المتن والسند، قویة الدلالة والبیان، وأی تشكیك فی مثل هذه الأحادیث فهو من قبیل التشكیك فی وجود الشمس فی رابعة النهار، لا یلتفت لصاحبه ولا یُسمع لقائله.

والرسول الأكرم وأهل البیت علیهما السلام تحدثوا بالتفصیل عن شخصیة الإمام المهدی- عجل الله فرجه الشریف- وأوضحوا للناس خصائص هذه الشخصیة الفذة، وأكدوا نسبها وأوصافها وصفاتها، ومهامها ودورها، وسیرتها وكل ما یتعلق بها من قریب أو بعید، بالرمز والإشارة حیناً، وبالتصریح نصاً فی معظم الأحیان، فلم یتركوا مجالاً للشك والطعن فی حقیقة شخصیة الإمام المهدی علیه السلام، وحتمیة ظهوره، وفی نسبه وأوصافه، وأنه من الأئمة والأوصیاء، وخلیفة الله المذخور الذی یرث الأرض ویظهر دین الله الحق ویقیم دولة العدل والقسط والهدی بإذن الله، ویطهر كل بقاع الأرض من الدنس والرجس ومن كل ظلم وجور وشرك.

والأحادیث الشریفة المتواترة تؤكد حقیقة مهمة للغایة ألا وهی أن المهدی -عجل الله فرجه- شخصیة اصطفاها الله سبحانه من أهل بیت النبوة المطهرین، فهو قائم آل محمد صلی الله علیه و آله و سلم، من ذریة الرسول الأكرم، من ولد أمیر المؤمنین وفاطمة الزهراء علیهاالسلام، ومن ولد الإمام الحسین علیه السلام، ومن ولد الإمام الحسن العسكری علیه السلام. وقد اتفقت كلمة المسلمین من كبار العلماء لیس من طائفة الشیعة الإمامیة الاثنی عشریة فحسب، بل من كبار علماء أهل السنة أن هذا هو النسب الصحیح للمهدی علیه السلام.

وفیما یلی نقدم باقة من الأحادیث الشریفة التی تؤكد علی أن المهدی هو حقاً بقیة الله المذخور للأمة الإسلامیة وللعالم أجمع كما قال ربنا: (بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَكُمْ إِن كُنتُم مُؤْمِنِینَ) (هود:86)